قراءة جديدة لإصحاح المحبة

0 392

يقرأ معظم المؤمنين الإصحاح الثالث عشر من الرسالة الأولى إلى كنيسة كورنثوس، والتي يُشار إليه عموماً بـــــ“إصحاح المحبة”. وعندما يُقارنون آياته برحلة إيمانهم، يشعرون غالباً بالإدانة أو عقدة الذّنب!! وعندما يُدركون فشلهم يشعرون باليأس والإحباط في تحقيق ما يتوقّع الله منهم!!

دعونا نُلقي نظرة على “إصحاح المحبة” من منظور مختلف، ونسمح للروح القدس أن يُرينا شيئاً جديداً ربما لم نره من قبل. أثناء قراءتنا هذا الإصحاح، أريد أن نتذكّر بعض الحقائق المهمّة للغاية التي أودّ أن أشير إليها: يخبرنا يوحنا الرسول:“أنّ الله محبّة” (۱يوحنا ٨:٤). والمحبّة هنا لا تعني فقط “ما يفعله” الله، ولكن “من هو” في جوهره. و”إصحاح المحبة” هو تعريف لكيفية عمل الحبّ أو التعبير عنه. وبولس الرسول يعلّمنا كيف يتمّ التعبير عن هذه المحبة ووظائفها، فينبغي أن يكون من العدل أن نقول: هذه هي الطريقة التي يرتبط بها الله معنا اليوم.

المحبة في هذا الإصحاح هو نوع “محبة الله”، الذي يريدنا أن نسير في محبّته، لأن حياتنا يجب أن تعكس حبّه لعالم ضائع ومُتألم.

اسمح لي: أن أساعدك على رؤية الحقيقة التي ستعمل على تمكين حياتك وتحويلها. سأقوم بتعديل هذا الفصل قليلاً للمساعدة في التأكيد على النقطة، من خلال استبدال كلمة “المحبة” في النص بكلمة “أبوك السماوي”. اقرأها ببطء، وتذكّر: أن هذه هي الطريقة التي يعاملك بها الله في هذه اللحظة بالذات.

أبوك السماوي يصمد طويلاً، وهو صبور ولطيف. أبوك السماوي لا يحسد أبداً، ولا يهيج بالغيرة وغير مُبجّح ولا يتفاخر ولا يعرض نفسه بتكبّر. أبوك السماوي لا يتصرّف بغرور، غير مُتغرطس أو منتفخ بالتّكبر، هو ليس وقحاً، ولا يتصرّف بشكل غير لائق، أبوك السماوي لا يَصرّ على حقوقه أو طريقه الخاص، لأنه لا يدور حول ذاته. أبوك السماوي لا يُستفزّ سريعاً، وليس مُضطرباً أو مُستاءً، ولا يأخذ في الحسبان الشر الذي عُمل فيه، ولا يُعطي اعتباراً للأخطاء التي تجعله يعاني. أبوك السماوي لا يبتهج بالظلم والإثم، بل يبتهج عندما يسود الحقّ والأمور الصّحيحة. أبوك السماوي يتحمّل أيّ شيء وكلّ شيء من الممكن أن يعترضه، ودائماً مُستعدّ أن يُصدّق الأفضل في كلّ شخص، آماله لا تتلاشى تحت أيّ ظرف، أبوك السماوي يحتمل أيّ شيء من الممكن أن يأتي دون أن يضعف. أبوك السماوي لا يفشل أبداً، لا يذبل أو يصبح عتيقاً أو ينتهي. (۱كورنثوس ٤:۱٣-٨ الترجمة الموسّعة).

عندما تتأمّل وتتبنّى وجهة النّظر الكتابية عن “كيف يحبّك الله”، فسوف تساعدك على اختبار حقيقة محبته في قلبك. إنه حبّ كان يحظى به دائمًا من أجلك. ودعنا لا ننسى، لقد انسكب في قلبك عندما آمنت به، ولم يتركك (رومية ٥:٥).

تخبرنا رسالة يوحنا:”أنَّنا نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً” (۱يوحنا ۱۹:٤)، وأن قدرتنا على محبّة الله تأتي من قدرتنا على قبول محبّته أولاً. تأكّد: أنّه لا يمكنك أن تُعطي ما ليس لديك، ولا يمكنك أن تقود أو تختبر ما لا يعتقد قلبك أنه صحيح. ربّما الخوف يُعدّل سلوكك، ولكن الحبّ وحده هو الذي يمكن أن يُغيّر قلبك.

لذلك؛ آملُ أن تقوم بنسخ المقطع الذي تمّ تعديله أعلاه، والاحتفاظ به معك خلال اليوم. اقرأه عدّة مرات على مدار اليوم لتذكير نفسك بهذه الطريقة التي يعاملك بها الله الآن. ولاحظ ما سيحدث في قلبك وعواطفك، لأنّ قلبك راسخ في هذه الحقيقة الرهيبة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.