لماذا أغفر؟

0 211

“فالبَسوا كمُختاري اللهِ القِدّيسينَ المَحبوبينَ أحشاءَ رأفاتٍ، ولُطفًا، وتَواضُعًا، ووداعَةً، وطولَ أناةٍ، مُحتَمِلينَ بَعضُكُمْ بَعضًا، ومُسامِحينَ بَعضُكُمْ بَعضًا. إنْ كانَ لأحَدٍ علَى أحَدٍ شَكوَى، كما غَفَرَ لكُمُ المَسيحُ هكذا أنتُمْ أيضًا”. (كولوسي ١٢:۳-١۳)

يسرد يسوع مثالاً عن المسامحة في متى ٢۳:۱٨ ويخبرنا أن هناك رجلٌ مَدينٌ لسيّده بعشرة آلاف وزنة (تقول إحدى الترجمات إنّ هذا المبلغ يعادل عشرة ملايين دولار). ولا توجد أيّة طريقة يُسدّد بها الدَين. في تلك الأيام، لم يكن بالإمكان إعلان حالة الإفلاس – إنّ السيّد سيبيعك ويبيع زوجتك وأولادك وكلّ ما تملك، وستذهب إلى العبوديّة. وقد تُرسَل أيضًا إلى السجن إلى أن تسدّد كامل المبلغ، وإن لم يتمّ تسديده، تبقى في السجن مدى الحياة. هذا الرجل فعل الشيء الوحيد الذي كان يعرف أن يفعله: ركعَ على ركبتيه وتوسَّل طالباً الرحمة. لاحظ ما حدث في الآية (٢۷) إنّها تقول: إنّ السيّد تحنّن عليه وترك له الدَين.

نحنُ لدينا دَينٌ لا نستطيع تسديده. وكلّ الفضّة والذهب في العالم لا يمكنهما أن يفدياننا. ثمَّ تحنّن علينا الله، وبنعمته أرسل ابنه يسوع المسيح إلى العالم ليُسدّد الدَين الذي لم نستطع نحن تسديده. نظر إلينا الله بتحنّن وبرحمةٍ وقال: “أنا أتركُ لكم ذلك الدَين”.

كان واحدٌ من العبيد من رفاق هذا الرجل الذي تُركَ له للتوّ عشرة ملايين دولار،مديوناً له بمبلغ يناهز العشرين دولارًا. وبدلا من مسامحته بذلك الدين، ألقى به في السجن من أجل عشرين دولارًا بعد أن تُركَ له عشرة ملايين دولار! هل يمكنك أن تتخيّل ذلك؟

لماذا بعد أن غُفِرَت جميع خطاياك، ترفض مسامحة غيرك؟ بعد أن حصلت على غفران جميع الأشياء التي فعلتها لماذا تستدير وترفض أن تسامح شخصًا ما على شيءٍ صغيرٍ تعتقد أنّه كبير؟ فكما غفر لك الآب يجب عليك أن تغفر لأخيك، وكما لا يوجد غفران محدود من أبينا لخطايانا كذلك أيضاً يجب أن يكون لنا غفران غير محدود لخطايا إخوتنا تجاهنا. عندما تعتقد أنك لا تستطيع أن تغفر لأخيك أكثر من ذلك، من فضلك فكر في آلاف المرات التي غفر لك الله فيها أعتقد أنك ستغير رأيك.

“يا ربّ، إني أصلي من أجل كلّ شخص يقرأ هذا التأمل أن يتّخذ قرارًا في هذه اللحظة أن يستقبل غفرانك ويُحرّر قريبهُ ويسامحه كما سامحته بدين عظيم، حتى يصبح أكثر صحة وسعادة”. أقدّم لك الشكر باسم يسوع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.