النعمة في الراحة

النعمة في الراحة
0 137

أحب هذه الآية لأنها تظهر كيف كانت نعمة الله على يسوع. فقد نما، وتقوّى، وكان مملوءًا بالنعمة. يخبرنا الكتاب المقدس أيضًا أنه “حَيثُ كثُرَتِ الخَطيَّةُ ازدادَتِ النِّعمَةُ جِدًّا” (رومية ٥: ٢٠). وبما أن يسوع لم يخطئ أبدًا، فكيف فاضت عليه النعمة؟ لا بد من وجود سبيل آخر لاستقبال المزيد من النعمة.

إذا أردت القيام بدراسة معمّقة للكتاب المقدس، يمكنك أن تبدأ بالبحث عن أول مرة وردت فيها كلمة “نعمة”. أول ذكر لهذه الكلمة كانت في قصة نوح حيث تقول الآية: “وأمّا نوحٌ فوَجَدَ نِعمَةً في عَينَيِ الرَّبِّ” (تكوين ٦: ٨). وفقًا لمعجم سترونج، فإن اسم نوح يعني “راحة” وبذلك، نرى أن النص العبري يشير إلى أن الراحة وجدت نعمة! يا له من أمر مذهل.

هذه الفكرة تعطينا فهمًا أعمق لحياة يسوع الذي عاش في حالة من الهدوء والسلام الداخلي، وكانت النعمة الإلهية تغمره. كلما استرحنا ووثقنا بالله، تزداد بركاته في حياتنا. قال يسوع ذات مرة: “لا يَقدِرُ الِابنُ أنْ يَعمَلَ مِنْ نَفسِهِ شَيئًا إلّا ما يَنظُرُ الآبَ يَعمَلُ” (يوحنا ٥: ۱۹). هذا يعني أن يسوع جسّد عمل الله في حياته.

يعيش الكثيرون في هذا العالم تحت ضغوط مستمرة. العمل، والمسؤوليات اليومية، والحياة العصرية يمكن أن تضع عبئًا كبيرًا على عقولنا وقلوبنا. ما نحتاجه في تلك اللحظات هو السلام الداخلي الذي يمكّننا من الإستمرار.

يحثّنا الرسول بولس في سفر العبرانيين قائلاً: “فلنَجتَهِدْ أنْ نَدخُلَ تِلكَ الرّاحَةَ”(عبرانيين ۱۱:٤). ما يريده الله منا هو أن نبذل جهدًا واحدًا فقط: أن نعيش في حالة من الراحة. كيف نختبر المزيد من نعمة الله في حياتنا؟ ليس عبر السعي المستمر، بل من خلال الثقة الكاملة في ما فعله المسيح على الصليب. عندما نعيش في الراحة التي يمنحها الله نستقبل قوته وتجديده لحياتنا.

بهذه الطريقة، نجد أن النعمة ليست مجرد هبة تُمنح لنا، بل هي قوّة تسندنا وتعيننا على مواجهة تحديات الحياة. إن النعمة تدعونا إلى الاستسلام لله والثقة بمحبته ورعايته لنا. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.