“ولكنني أخافُ أنَّهُ كما خَدَعَتِ الحَيَّةُ حَوّاءَ بمَكرِها، هكذا تُفسَدُ أذهانُكُمْ عن البَساطَةِ الّتي في المَسيحِ”(٢كورنثوس ٣:۱۱).
في صفحات الكتاب المقدس، تتجلّى حقيقة ثابتة، وهي أنّ إبليس لم يغيّر من أساليبه الخادعة. فهو يستخدم نفس الألاعيب التي استخدمها مع يسوع، حيث يسعى إلى زعزعة إيمان الإنسان بالله وقدرته. كما يتضح ذلك في قصة آدم وحواء، حيث بثّ الشكوك في قلبهما حول صدق الله، وصوّر لهما أن هناك خيرًا عظيمًا يحجبه الله عنهما، وهو الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. وهكذا، انقاد آدم إلى تصديق أكاذيبه، مما أدّى إلى دخول الشر إلى العالم.
كان قلب بولس الرسول مُثقلًا بالقلق على كنيسة كورنثوس، خوفًا من أن تفقد بساطة إيمانها بالمسيح. كان يعلم أن الشيطان لا يزال يتربص بالبشر، وأن أساليبه لم تتغيّر. فهو يستخدم نفس الحيل القديمة، حيث يبث الشكوك في قلوب الناس حول صلاح الله ومحبته. عندما تسمع أشخاصًا يقولون:”إذا كان الله صالحًا، فلماذا يسمح بالشر في العالم؟”، تذكّر أن هذه الأفكار ليست أفكارًا إلهية، بل شيطانيّة لأن الرب ليس مسؤولًا عن الشرّ في العالم بل هذا الإنسان هو المسؤول عن أفعاله وعواقبها.
عندما يتردّد في ذهنك أنّ الله سيعاقبك في جهنّم بسبب خطاياك، تذكّر أنّ هذه أيضًا خدعة من خدع الشيطان. إنّه يريد أن يزرع الشكّ في قلبك حول قدرة الصليب على تطهيرك من خطاياك. وعندما يهمس أحدهم في أذنك بأنّ الله لا يشفي دائمًا، فاعلم أنّ هناك قوّة أخرى تتسلّل إلى أعماقك، قوّة تسعى إلى زعزعة إيمانك الراسخ. إنّه صوت الشيطان، الذي لا يزال يتربّص بنا، ويستخدم نفس الأساليب القديمة ليُضلّنا. فهو يبثّ الشكوك في قلوبنا حول محبّة الله وقدرته، ويحاول أن يُبعدنا عن الإيمان بقوّة جلدات يسوع التي بها نلنا الشفاء.
وعندما تسمع من يقول لك إن الله سيعاقبك في جهنّم بسبب خطاياك، تيقّن أن ابليس يريد أن يُشكّك في قدرة الصليب على تطهيرك من خطاياك. صحيح أنّ الله لا يريد لك الاستمرار في الخطيئة، ولكن إذا ضعفت وسقطت، لك شفيعًا عند الآب، هو يسوع البار الذي يشفع فيك.
إنّ سلاحك الأمضى في معركة الحق ضد الباطل هو كلمة الله. بها تستطيع أن تواجه الشيطان، عدوّ البشرية، وتُخضعه تحت قدميك. فهو لا يملك إلا حبالًا من أكاذيب وخيوطًا من خداع، “لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ”(يوحنا ٤٤:٨). قد يندسّ بيننا، متنكرًا حتى في بعض العظات التي تُلقى في الكنيسة. فلا تندهش! فإذا غابت عنك كلمة الله، أصبحتَ هدفًا سهلًا لسهامه المسمومة. تذكّر أنّ حتى يسوع، وهو القدّوس، لم يسلم من مكائده! هذا العدوّ ليس هيّنًا! لذلك، يجب أن تتسلّح بكلمة الحق، وتواجهه بقوّة الإيمان.