“مع المَسيحِ صُلِبتُ، فأحيا لا أنا، بل المَسيحُ يَحيا فيَّ. فما أحياهُ الآنَ في الجَسَدِ، فإنَّما أحياهُ في الإيمانِ، إيمانِ ابنِ اللهِ”(غلاطية ٢٠:٢).
ما أحبّه في هذه الآية هو استخدامها لصيغة الماضي، حيث تعبّر عبارة “مع المسيح صُلبت” عن حدث قد تمّ وانتهى. على سبيل المثال، عندما تسدّد أقساط سيارتك بالكامل، تتوقف عن إرسال المدفوعات إلى البنك. وتقول بفخر: “لقد سددت ثمن سيارتي.”
المحور هنا هو بالصليب. فقد صُلب المسيح بدلاً مني، لكي أعيش حياة جديدة. لقد صُلب، وصُلبت أنا معه. وعندما قام من بين الأموات، قمت معه! بالطبع، لم أكن حاضرًا في تلك اللحظة التاريخيّة ولم أمت جسديًا، لكن المسيح كان البديل الذي تحمّل عني هذا العبء.
تأمّل في معنى المعموديّة للحظة. عندما يُعمّد الشخص، فإنه يُدفن رمزيًا مع المسيح عند نزوله تحت الماء، ثم يُقام معه عند خروجه. من الضروري أن نُدرك أن المعمودية ليست طقسًا يتكرّر مرات عديدة؛ فقد صُلبنا مع المسيح مرة واحدة فقط. لسنا بحاجة إلى العودة إلى الماء في كل مرة نخطئ فيها، لأن ذبيحة المسيح كانت كافية وتمّت “مَرَّةً وَاحِدَةً إلَى الأبَدِ” (عبرانيين ۱٠:۱٠).
عندما تؤمن بالمسيح، تُغفر خطاياك وتتحرّر. ولكن، ممّا نتحرّر؟ لقد تحرّرنا من عقوبة الخطية، إذ وُضعت جميع خطايانا على المسيح. تذكر أن المسيح لن يموت مرة أخرى، فقد قدّم ذبيحة واحدة كاملة عن الخطايا (۱ بطرس ۱٨:٣). عندما مات المسيح، حمل الخطيّة معه إلى القبر، ولكن عندما قام من بين الأموات، تركها هناك منتصرًا عليها. كما تقول رسالة رومية ۱۱:٦: “كذلكَ أنتُمْ أيضًا احسِبوا أنفُسَكُمْ أمواتًا عن الخَطيَّةِ، ولكن أحياءً للهِ بالمَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا”. ومن الجدير بالذكر أن كلمة “خطيّة” في هذه الآية تُستخدم كإسم للإشارة إلى حالة أو قوّة كانت تستعبدنا. كنا في السابق أسرى لهذه القوّة، لكن المسيح افتدانا وحرّرنا من قيدها.
أما غلاطية ٢٠:٢، فهي لا تقول إننا صُلبنا وبقينا في حالة الموت. بل توضّح أننا صُلبنا مع المسيح، والآن نحيا معه! تمامًا كما في المعمودية، نحن صُلبنا على الصليب وقُمنا معه إلى حياة جديدة. لقد أخذ المسيح عبوديتنا ليمنحنا حريته. مجدًا للرب!