إيمان بحجم حبة خردل

حبة خردل
0 149

إن حجم حبة الخردل في المتوسط لا يتعدّى ٠.٠٢ بوصة فقط، ومع ذلك، تنمو هذه البذرة الصغيرة لتصبح واحدة من أكبر الأشجار على وجه الأرض. ومن بين العديد من التشبيهات التي كان بإمكان يسوع أن يستخدمها لوصف الإيمان، اختار هذا المثال بالتحديد. ما يلفت النظر هو الطريقة التي تصف بها ترجمة “الرسالة MSG” هذه الفكرة بـ “حبة صغيرة من الإيمان”.

غالبًا ما نركز على نقص إيماننا، ونقول لأنفسنا: “لم يتم شفائي، أو لم أتمتع بالبركة، أو لم أتحرّر لأن إيماني لم يكن كافيًا.” لكن يسوع يقول: “انظروا، يمكنكم أن تحققوا أمورًا عظيمة حتى بحبة صغيرة من الإيمان”. التركيز هنا ليس على مقدار إيماننا، بل على نعمة الله. فالإيمان هو الطريق الذي نستقبل من خلاله بركات الله. كما يقول الكتاب المقدس: “لأنَّكُمْ بالنِّعمَةِ مُخَلَّصونَ، بالإيمانِ، وذلكَ ليس مِنكُمْ. هو عَطيَّةُ اللهِ” (أفسس ٨:٢). النعمة من خلال الإيمان هي جوهر الإنجيل.

توقف عن محاولة إلغاء بركتك. كثيرًا ما نفكر في أنفسنا: “لو كنت قد فعلت هذا، ربما كان الله سيحبني ويشفيني ويباركني.” لكن الحقيقة هي أن بركتنا ليست نتيجة أعمالنا، بل لأن يسوع أصبح لعنة من أجلنا على الصليب. لقد فدانا بدمه، والآن أصبح بإمكاننا أن نستقبل نعمته بالإيمان.

التركيز ليس على مقدار إيماننا، بل على الشخص الذي نضع إيماننا فيه. مهما كان لدينا من إيمان تجاه الكرسي، إذا كان الكرسي مكسورًا، فسنسقط. ومع ذلك، إيماننا في المسيح ثابت لا يتزعزع! الكون كله يشهد على عظمة الله وجوده.

أعتقد أنه تمامًا كما نذهب إلى صالة الألعاب الرياضية لتمرين أجسادنا وتقويتها، يمكننا أيضًا أن نمارس إيماننا ونقويه. كمؤمنين بالمسيح، نمتلك إيمانًا كافيًا. استخدم ما لديك من إيمان، وسوف يُضاعفه الله. هذه الحقيقة تنطبق على حياتنا بشكل عام. مهما كانت التحديات التي نواجهها، علينا الإستفادة من الموارد المتاحة لنا. سواء كان إيماننا قويّا أو بحجم حبة خردل، من خلال المسيح نستطيع أن ننجز أمورًا عظيمة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.