الخطيئة مهزومة

الخطيئة مهزومة
0 135

كثيرًا ما أشارك بفكرة قد تبدو صادمة للبعض، وهي أن المؤمن الحقيقي لم يعد في صراع مع الخطيئة. غالبًا ما يثير هذا التصريح دهشتهم. فما زال الكثيرون يجهلون هذه الحقيقة البسيطة. طالما أنك تنظر إلى الخطيئة كعدوّك الأكبر، فستظل في صراع دائم معها.

يكشف لنا الكتاب المقدس حقيقة مصير الخطيئة، التي تتكوّن من جانبين: طبيعة موروثة وأفعال ناتجة عنها. نرث طبيعتنا الخاطئة من آدم، الذي نقلها إلى البشريّة جمعاء عندما أخطأ في جنّة عدن. هذه الطبيعة الخاطئة، ذات الجوهر الشيطاني يصفها الكتاب المقدس بأنها “الرُّوحَ الْعَامِلَ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْعِصْيَانِ” (أفسس ٢:٢). ولكن بفضل عمل المسيح على الصليب، تم الإنتصار على طبيعة الخطيئة وأفعالها، وتمّ حملها بعيدًا إلى الأبد.

عندما تولد من جديد، تُمنح طبيعة جديدة. موت المسيح على الصليب كان بمثابة موتنا نحن أيضًا، لأنه كان يمثلنا. وهكذا، ماتت طبيعتنا الخاطئة. وعندما قام المسيح من بين الأموات، قمنا نحن أيضًا حاملين طبيعة جديدة، خالية تمامًا من الخطيئة، ومثمرة بالبرّ. هذه هي رسالة الإنجيل الحقيقية. الآن، طبيعتنا الجديدة لا يمكنها أن تخطئ لأنها مشبّعة بحياة الله الساكنة فينا.

لماذا يجد العديد من المؤمنين صعوبة في التغلب على الخطيئة التي هُزمت بالفعل؟ الجواب بسيط: الجهل بالإنجيل. إن عدم إدراكنا لحقائق كلمة الله هو التحدّي الأكبر الذي نواجهه. المشكلة الحقيقية ليست الخطيئة نفسها، بل غياب الوعي الكامل بانتصار المسيح عليها. عندما نستوعب هذه الحقيقة، تفقد الخطيئة سلطانها وقوتها علينا.

تؤكّد لنا الآية: “فإنَّ الخَطيَّةَ لن تسودَكُمْ، لأنَّكُمْ لَستُمْ تحتَ النّاموسِ بل تحتَ النِّعمَةِ” (رومية ۱٤:٦). يكمن السرّ في إدخال البشريّة إلى معرفة النعمة، بدلاً من الوقوع تحت حكم الشريعة لأن “قُوَّةُ الْخَطِيئَةِ إِنَّمَا هِيَ الشَّرِيعَةُ(۱كورنثوس ٥٦:۱٥). يجب علينا تجديد أذهاننا بكلمة الله يوميًا. كما يجب تجنب مشاهدة واستماع الأشياء الخاطئة، لأنها منافذ يدخل منها الشيطان ليفسد حياتنا. المؤمن الذي ينغمس في مشاهدة الأفلام غير اللائقة والمواد الإباحية سيقع حتمًا في الفساد الأخلاقي. املأ ذهنك بمعرفة نعمة الله، وستتمكن من السيطرة على الخطيئة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.