“فحينَئذٍ أُصَرِّحُ لهُمْ: إنّي لم أعرِفكُمْ قَطُّ! اذهَبوا عَنّي يا فاعِلي الإثمِ!”(متى ٢٣:۷).
من هم هؤلاء الذين أشار إليهم يسوع عندما قال إنه في اليوم الأخير سيقول لهم: “لا أعرفكم”؟ هل هم مؤمنون؟ هل هم من ارتكبوا خطايا؟ وإذا كانوا قد أخطأوا، فما نوع الأفعال التي ارتكبوها؟ هل هناك خطية لم يغفرها دم يسوع؟ وأي نوع من التصرفات سيجعل الرب يقول للمؤمن: “لا أعرفك”؟
لنقارن الآية التي بدأنا بها بآية أخرى من فم المعلّم نفسه:“خِرافي تسمَعُ صوتي، وأنا أعرِفُها فتتبَعُني”(يوحنا ۱٠: ٢۷). هنا يقول يسوع إنه يعرف خرافه. يا لها من حقيقة رائعة! الآن السؤال هو: من هم خراف يسوع؟ من هو الذي يُعتبر خروفًا من خراف يسوع؟ هل يجب أن نصل إلى مستوى معين من القداسة لنكون خرافًا له؟ وما هو مقدار القداسة المطلوبة لذلك؟
معظم الأشخاص الذين يستخدمون الآية الافتتاحية لتوبيخ المؤمنين بالمسيح لا يملكون فهماً دقيقًا للكتاب المقدس. إذا درست هذه الآية في سياقها، ستجد أن يسوع كان يشير عن الأنبياء الكذبة، واصفًا إياهم بفاعلي الإثم. ومن المؤكد أن هؤلاء ليسوا أولاد الله..
الحقيقة الأساسية في الإيمان المسيحي هي أن جميع خطايانا (الماضية، والحاضرة، والمستقبلية) قد تم محوها بفضل العمل الكامل للمسيح على الصليب. لا يحتفظ الرب بأيّ سجلات لخطايا المؤمنين. الخطايا التي ارتكبتها سابقًا، وتلك التي قد ترتكبها في المستقبل، قد تم محوها بدم ابنه الثمين.
لا يذكر الرب خطاياك أبدًا. هذه هي الحقيقة الواضحة لإنجيل المسيح، وهي فكرة يصعب على كثير من الناس المتدينين، وحتى بعض الوعاظ الذين يدّعون اتباع العهد الجديد، أن يتقبلوها.
أنا لا أقلل من شأن الخطية. ما أفعله هو أنني أرفع نعمة الله فوق أي جهد بشري. الخطية وعواقبها تدمر فقط من يقع فيها. ولكن عقوبة كل خطية قد تم دفعها بالكامل، وقد تم تلبية جميع مطالب العدالة. هذا هو إنجيل المسيح المجيد! وهو ما يمنحك القدرة على العيش فوق الخطية.