تخيّل أنك تقترب من شخص ما وتقول له: “أنا أرضي الله”. ما الذي تتوقّع أن يكون ردّه؟ غالبًا ما سيكون الرد من معظم الناس: “من أنت لتقول إنك ترضي الله؟ من تظن نفسك؟” هذا النوع من الرد يكشف على الفور ما إذا كان الشخص متدينًا حقًا أو لديه علاقة حقيقية مع الله. لقد طرحت هذا السؤال في العديد من الإجتماعات: “كم منكم يرغب في إرضاء الله؟” وترتفع جميع الأيدي بالإيجاب. ولكن عندما أسألهم: “كم منكم يشعر أنه يرضي الله الآن؟” بالكاد ترتفع أي أيدٍ. هذه الحالة تثير تساؤلًا مهمًا: إذا كنا نرغب في إرضاء الله، ومع ذلك نشعر أننا لا نحقق ذلك، فهذا يشير إلى مشكلة كبيرة.
عبرانيين ۱۱: ٥–٦
“وَبِالإِيمَانِ، انْتَقَلَ أَخْنُوخُ إِلَى حَضْرَةِ اللهِ دُونَ أَنْ يَمُوتَ. وَقَدِ اخْتَفَى مِنْ عَلَى هَذِهِ الأَرْضِ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ إِلَيْهِ. وَقَبْلَ حُدُوثِ ذلِكَ، شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ قَدْ أَرْضَى اللهَ. فَمِنَ الْمُسْتَحِيلِ إِرْضَاءَ اللهِ بِدُونِ إِيمَانٍ. إِذْ إِنَّ مَنْ يَتَقَرَّبُ إِلَى اللهِ، لابُدَّ لَهُ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَبِأَنَّهُ يُكَافِئُ الَّذِينَ يَسْعَوْنَ إِلَيْهِ“.
نُقل أخنوخ لأنه كان مستعدًا لأن يشهد بأنه يرضي الله، كانت شهادته: “أنا أرضي الله”. لم يختبر أخنوخ الولادة الجديدة، بل كان بالإيمان يتطلع إلى اليوم الذي يأتي فيه يسوع، لقد كان مثل إبراهيم الذي رأى يوم يسوع وفرح (يوحنا ٨: ٥٦).
ما هو الشرط الأساسي لإرضاء الله؟ شيء واحد فقط: الإيمان! فالإيمان هو ما يرضي الله، وبدونه يستحيل إرضاؤه. إذا كان شخص في العهد القديم قادرًا على إرضاء الله رغم أنه لم يكن قد وُلِد بعد من جديد، فكم بالأحرى نحن في العهد الجديد، عهد نعمة الله؟ عندما تؤمن في يسوع المسيح، تولد من جديد وتصبح خليقة جديدة (٢ كورنثوس ٥: ۱۷). لقد وُضعت في المسيح. هل الله راضٍ عن يسوع؟ نعم! إذن الله راضٍ عنك أيضًا.
نحن نواجه صعوبة في قبول فكرة أننا نرضي الله لأننا لا نفهم تمامًا ما تعنيه الحياة الجديدة التي نتمتع بها.
٢كورنثوس ٥: ۱۷
“فَإِنَّهُ إِذَا كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ، فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: إِنَّ الأَشْيَاءَ الْقَدِيمَةَ قَدْ زَالَتْ، وَهَا كُلُّ شَيْءٍ قَدْ صَارَ جَدِيداً”.
ماذا يعني ذلك؟ إنه يشير إلى إنساننا الروحي. أنت في الحقيقة جديد بالكامل. قد يكون لديك نفس العقل والجسد القديم، لكن روحك تم تجديدها تمامًا. المفتاح لحياة منتصرة كمؤمن هو أن تتعلم كيف تعيش من روحك المولودة من جديد، بدلاً من الإنسان القديم.
أفسس ٤: ٢٤:٢٣
“وَتَتَجَدَّدُوا فِي رُوحِ ذِهْنِكُمْ؛ وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ عَلَى مِثَالِ اللهِ فِي البِرِّ وَالْقَدَاسَةِ بِالْحَقِّ“.
لاحظ أن الآية تقول إن إنسانك الجديد قد خُلق على هذا النحو، وليس أنه سيُخلق في المستقبل.
متى خُلقت روحك في البر وقداسة الحق؟ عندما ولدت من جديد. الأمر لا يتعلق بعملية أو أعمال يجب أن تؤديها لتصبح كذلك، بل أنك قد صُرت هكذا (ولدت من جديد). أنت لا تنمو في البرّ، البرّ هو هبة (رومية ٥: ۱۷-۱٨)،أنت لا تنمو في القداسة؛ بل قد خُلقت فيها منذ أن قبلت المسيح. هذه أخبار سارة!
عبرانيين ۱٤:۱٠
“إِذْ إِنَّهُ، بِتَقْدِمَةٍ وَحِيدَةٍ جَعَلَ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَدَّسَهُمْ كَامِلِينَ إِلَى الأَبَدِ“.
عبرانيين ٢٣:۱٢
“إِلَى كَنِيسَةٍ تَجْمَعُ أَبْنَاءً لِلهِ أَبْكَاراً، أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةٌ فِي السَّمَاءِ. بَلْ إِلَى اللهِ نَفْسِهِ، دَيَّانِ الْجَمِيعِ، وَإِلَى أَرْوَاحِ أُنَاسٍ بَرَّرَهُمُ اللهُ وَجَعَلَهُمْ كَامِلِينَ“.
لقد اكتملت روحك إلى الأبد، روحك كاملة. قد لا ترغب الكنيسة أو الدين في أن يصدق الناس ذلك، لكن هذه هي الحقيقة التي يعلنها الكتاب المقدس. في روحك، أنت بار، مقدّس، وكامل!
۱يوحنا ۱۷:٤
“وَتَكُونُ مَحَبَّةُ اللهِ قَدِ اكْتَمَلَتْ فِي دَاخِلِنَا حِينَ تُوَلِّدُ فِينَا ثِقَةً كَامِلَةً مِنْ جِهَةِ يَوْمِ الدَّيْنُونَةِ: لأَنَّهُ كَمَا الْمَسِيحُ، هكَذَا نَحْنُ أَيْضاً فِي هَذَا الْعَالَمِ“.
ماذا يعني هذا؟ في روحنا المولودة من جديد، نحن مطابقون ليسوع. كما هو. هل يسوع مقدس، بار، وكامل؟ نعم! وبالتالي، نحن أيضًا كذلك في هذا العالم. ليس أننا سنكون في العالم الآخر، بل بما نحن عليه الآن في روحنا، نحن مثل يسوع تمامًا! يجب أن نتعلم كيف نعيش وفقًا لهذا الإعلان، وأن نقود حياتنا من خلال روحنا وليس أجسادنا. الله هو روح – يتواصل معنا روحيًا، وليس جسديًا. الله يراك كما أنت في روحك، ويتواصل معك بناءً على من أنت في الروح، وليس على أساس أفعالك أو أدائك. الإنسان ينظر إلى مظهرك الخارجي، أفعالك، أعمالك، ويحكم عليك بها، ولكن الله ينظر إلى الإنسان الداخلي، إلى روحك (۱ صموئيل ۷:۱٦). الله لا يتعامل معك بناءً على خطيئتك بل على أساس ابنه، ولا على طاعتك، بل على طاعته، ولا على برك، بل على بره.
“أنا لا أقول إن الخطيئة ليست مهمة أو أنها لا تضرّ، لأنها بالتأكيد تؤذي. لا أقلل من شأن الخطيئة، بل أعظم من شأن يسوع. ربما سمعت أنه لا يوجد شيء يمكنك فعله لتجعل الله يحبك أكثر أو أي شيء يمكنك فعله لتجعله يحبك أقل. وهذا صحيح. لم يبدأ الله في حبك عندما قبلت المسيح مخلصًا لك، بل بينما كنّا لا نزال خطاة أظهر الله محبته لنا (رومية ٨:٥). حتى وإن كانت خطاياي وأفعالي لن تغير في محبة الله لي، فإنها بالتأكيد تؤثر في مشاعري تجاه الله. خطاياي لن تجعله يحبني أقل، لكنها ستجعلني أحبّه أقل.
كن مثل أخنوخ، اجعل شهادتك أنك ترضي الله، وعندها ستختبر حياة تُقاد بالروح، حياة مليئة بالنصرة! تذكّر أنك أيضًا ابنه/ابنته الحبيب/ة الذي/التي يسر الله به/بها.