ليس عليك أن ترد الجميل

0 311


“ماذا أرُدُّ للرَّبِّ مِنْ أجلِ كُلِّ حَسَناتِهِ لي؟ كأسَ الخَلاصِ أتَناوَلُ، وباسمِ الرَّبِّ أدعو”. (مزمور ۱۲:۱۱٦)

تُرى ما هي التقدمة التي تريدنا السماء أن نقدمها أمام النعمة العجيبة التي أظهرها لنا الرب؟ وكيف نعبّر عن شكرنا لله أمام كل هذا ؟

تخيّل معي أن صديقاً أتى لزيارتك حاملا معه هدية بمناسبة عيد ميلادك وهو ما لم تكن تتوقعه منه. وبعدما انصرف وفتحت الهدية وجدت أنها جميلة وغالية الثمن. وبعدها بدأ يملؤك الإحساس بالذنب وخاصة أنك لم تقدم له شيئاً يوم عيد ميلاده الذي مرّ منذ فترة قصيرة!

من الصعب أن نقضي حياتنا وكل مهمتنا فقط أن نتلقى هدايا ونعلم أنه علينا أن نردّها. وعندما لا نستطيع ذلك لأننا لا نملك ما نرد به تلك الهدايا نشعر بالعجز ويملؤنا الإحساس بالذنب. إننا نحاول أن نوفي ديوننا بتقديم الهدايا. ولكن فكرة محاولة رد الجميل للرب مقابل ما صنعه معنا، خاصة عندما نفكر في الصليب والقيامة، نرى أن ذلك أمر عبثي غير منطقي وغير قابل للتنفيذ.

الرب له المسكونة والساكنون فيها وله الأرض وملؤها: “لأنَّ لي حَيَوانَ الوَعرِ والبَهائمَ علَى الجِبالِ الأُلوفِ”(مزمور۱٠:٥٠). فهو خالق جميع الأشياء ولا يحتاج منا شيئا مطلقا إننا لا نستطيع أن نخدمه بأيدينا البشرية كما لو كان يحتاج أمراً ما (أعمال الرسل ۲٥:۱۷) بل هو الذي يمنح الحياة لكل حيّ على وجه الأرض. ومن ذا الذي يستطيع أن يقدم هدية للرب وهو لا يملكها بالفعل ؟

وهكذا بدلا من أن نفكر كيف نقدم للرب علينا أن نفكر كيف نستقبل منه هباته المجانية. فلا يوجد ما نقدمه كمقابل للنعمة الغنية والحريّة الممنوحة لنا في المسيح. إن حياتنا تعتمد على قبول الله، والإتكال على نعمته المجانية. فاستقبل كأس الخلاص وادعو باسم الرب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.