غطاء الرأس

0 205

أثناء قراءة الكتاب المقدّس، ومن أجل فهم صحيح للأسفار المقدسة، من المهم جداً، معرفة ثقافة تلك الأيام وعاداتها وتقاليدها. فكلامنا مثلاً: قصة غطاء رأس المرأة.

“إذ المَرأةُ، إنْ كانتْ لا تتَغَطَّى، فليُقَصَّ شَعَرُها. وإنْ كانَ قَبيحًا بالمَرأةِ أنْ تُقَصَّ أو تُحلَقَ، فلتَتَغَطَّ. فإنَّ الرَّجُلَ لا يَنبَغي أنْ يُغَطّيَ رأسَهُ لكَوْنِهِ صورَةَ اللهِ ومَجدَهُ. وأمّا المَرأةُ فهي مَجدُ الرَّجُلِ” (١كورنثوس ١١: ٦-۷).

في اليوم الذي كُتبت فيه رسالة كورنثوس الأولى، كان هناك نوعان من الحجاب تضعه النساء: ارتدتِ النساء غير المتزوجات اللَّواتي يعشن مع والديهن نوعاً من الحجاب، لإظهار أنَّهنَّ تحت سلطة وحماية آبائهن. أما المتزوجات، فكنَّ يرتدين حجاباً من نوعٍ آخر، يُعادِل بمكانته إرتداء خاتم الزواج، ويدلّ أن هذه المرأة تحت سلطة زوجها الذي يُحبُّها ويحميها.

فإذا جاءت امرأة إلى الكنيسة دون حجاب، يشير ذلك إلى أمرين: لم يكن لديها أب أو زوج، وبعبارة أخرى: كانت مُتاحة!! نعم، يوجد حالات خلع للحجاب من قبل بعض النساء في الكنيسة الأولى. وكان الأمر كما لو أن المرأة المُتزوجة أخفت خاتمَها، وأخبرت الجميع أنها مُتاحة. حيث تمّ إرسال إشارات خاطئة للرِّجال، فظنّ هؤلاء، أن النساء -اللَّواتي خلعن الحجاب- يقلن في الكنيسة: ليس لدينا أحد يهتمّ بنا. ممّا أدّى ذلك إلى تشويش في كنيسة كورنثوس!! ومن هنا، وُلِد إنطباع لدى الرجال؛ بأن هؤلاء النساء كنَّ مُتاحات للزواج والمغازلة إلى أن يتدخّل آباؤهنَّ وأزواجهنَّ.

ويجب أن نعلم: أن هذه الوصية، صدرت لكنيسة كورنثوس – التي اشتهرت بالإنحراف الأخلاقي- بسبب الطبيعة الجسديّة للكنيسة.

وهكذا أعاد بولس القداسة إلى الكنيسة، وأعطى إرشادات عملية للتّعامل مع القضايا التي كانت تُواجهها. فكانت الوقاية أنسب من ألف علاج، والحلّ المناسب هو “حجاب رأس المرأة”.

لم يكن الحجاب أبداً شيئاً ليُمارَس اليوم! والمبدأ الذي سيُطبّق اليوم هو هذا:“ابقِ خاتم زواجك في إصبعك”.

آملُ اليوم، أن تأتي هذه الرسالة بالمزيد من الحرية للنساء في جسد المسيح.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.