من الكدح إلى الكلمة

0 167

فأجابَ سِمعانُ وقالَ لهُ:”يا مُعَلِّمُ، قد تعِبنا اللَّيلَ كُلَّهُ ولَمْ نأخُذْ شَيئًا. ولكن علَى كلِمَتِكَ أُلقي الشَّبَكَةَ». ولَمّا فعَلوا ذلكَ أمسَكوا سمَكًا كثيرًا جِدًّا، فصارَتْ شَبَكَتُهُمْ تتَخَرَّقُ”. (لوقا ٥:٥٦)

الحياة سهلة! ربّما يستغرب البعض ويقول: لا! الحياة صعبة للغاية!!! حسناً، كلّ هذا يتوقّف إذا كان لديك مفاتيح الحياة الصحيحة أم لا! فعلى سبيل المثال، خذ هذا السيناريو: إذا كنت خلف باب مُغلق، وكانت جميع المفاتيح التي معك مفاتيح خاطئة، فأنت تعلم أنّه من الصّعب فتح هذا الباب!! وفي الحقيقة، لا يمكنك فتحه!! ولكن إذا كان لديك المفتاح الصحيح، فلن يكون لديك صعوبة في فتح هذا الباب.

ونفس الأمر مع الحياة؛ بالتأكيد، ستكون الحياة صعبة عليك، إذا كنت لا تعرف ماذا تفعل!! ولكن إذا قمت بتطبيق معرفتك، ستكون الحياة في غاية السهولة لك. بالطبع قد تأتي التحديّات، لكنها مجرد خبز لك ولترقيتك.

عليك أن تختار: إذا كنت تريد أن تكدح أو تتحوّل إلى كلمة الله!! شاهدنا الإفتتاحي، يتحدّث عن عمل بطرس وأصدقائه طوال الليل في مغامرة صيد، لكنّهم لم يصطادوا شيئاً، قد يكون ذلك مُحبطًا للغاية، ومع كلّ خبرتهم في الصيد لم يصطادوا شيئاً، وعلى الأرجح كانوا في طريقهم إلى ديارهم ليخبروا عائلاتهم بقصّة فشلهم.

جاء يسوع إلى شاطئ الجليل، طلب من بطرس أن يستخدم قاربه كمنصّةٍ ليكرز للحشد الكثيف، ولمّا فرغ من الكلام قال لسمعان:“ابعُدْ إلَى العُمقِ وألقوا شِباكَكُمْ للصَّيدِ”، فأجابَ سِمعانُ وقالَ لهُ: “يا مُعَلِّمُ، قد تعِبنا اللَّيلَ كُلَّهُ ولَمْ نأخُذْ شَيئًا. ولكن علَى كلِمَتِكَ أُلقي الشَّبَكَةَ” (لوقا ٤:٥٥).

كان بطرس يقول: في الواقع، هناك شيءٌ غريب في هذا الرجل!! وبسبب ذلك سأُطيعه. فكَّرَ بطرس بطريقةٍ مختلفةٍ، وعمل وفقاً لكلمة يسوع، وهكذا تمّت المعجزة، وحمل سمكاً كثيراً. ما لم تستطع تجربة بطرس الكادحة أن تفعله فعلته كلمة الرب. ما قاله يسوع جلب الأسماك في وقتٍ لا يتناسب مع الصّيد… ولذلك، ذُهِل الصّيادون، لأنّ يسوع اخترق كلّ قوانين الصيد ونجح..

تحوّل بطرس من “الكدح” إلى “الكلمة”… أعتقد أنّه حان الوقت لكي ننتقل من العمل الشّاق والكدح ونرتاح في كلمة الله. إذا كنت ستُولي كلمة الله اهتماماً شديداً، ستضعك الكلمة فوق ظروف الحياة، وستجعل الحياة سهلة بالنسبة لك، وسيتساءل النّاس عن سبب نجاح الأشياء معك. عرّضْ نفسك للتّعاليم ذات الصّلة بالكلمة المتعلّقة بموقفك، واحصل على النّور لمطاردة كلّ ظلمة من حياتك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.