لا يهتم الله بحبك له!!

0 191

“نَحنُ نُحِبُّهُ لأنَّهُ هو أحَبَّنا أوَّلًا”. (۱يوحنا ۱٩:٤)

أعلم أنك ربّما تكون قد رفعت حواجبك حول عنوان هذا التأمل!! لكن من فضلك أكمل القراءة وسترى أن ما أقوله لك كتابيّ مئة في المئة. يعلم الله أن لديه طريقة ستُمكّنك من حبه أفضل بكثير من أيّ طريقة أخرى يُمكن أن تحبّه فيها بقوتك أو قدرتك. ويعلم أيضاً، أنه من الأسهل عليك أن تحيا وتعيش بنعمته من أن تجتهد لتعيش بقوتك من أجله.

إذا لم تفهم لماذا أعطى الله إسرائيل الناموس ستقول، لكن قال يسوع:“تُحِبُّ الرَّبَّ إلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلبِكَ، ومِنْ كُلِّ نَفسِكَ، ومِنْ كُلِّ فِكرِكَ” (متى ٣٦:٢٢٤۰). هذا صحيح جداً، لكن دعونا لا نغفل عن السّياق. سُئل يسوع عن أعظم الوصايا فأجاب عن السؤال بدقّة. ودعونا لا ننسى أن يسوع، في حديثه عن أعظم الوصايا قال:“بهاتَينِ الوَصيَّتَينِ يتَعَلَّقُ النّاموسُ كُلُّهُ والأنبياءُ” (متى ٤۰:٢٢).

لكن دعني من أجلك أطرح سؤالاً على نفسي: هل أحببت الله فعلاً على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع؟ أعلم أنني لم أقم بذلك، ولم أقابل أبداً أي شخص يدّعي أنه فعل ذلك. لهذا أعطى الله إسرائيل شريعته، ليُبيّن لهم أنه لا يستطيع أحد أن يحفظها! وهكذا يكتشفون أنهم خطأة ويحتاجون إلى مخلّص. ومع أن بولس “كان من جهةِ البرِ الذي في النَّاموس بلا لومٍ” (فيلبي ٥:٣ كتب قائلاً:“كَانَتِ الشَّرِيعَةُ هِيَ مُؤَدِّبُنَا حَتَّى مَجِيءِ الْمَسِيحِ، لِكَيْ نُبَرَّرَ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ. وَلَكِنْ بَعْدَمَا جَاءَ الإِيمَانُ، تَحَرَّرْنَا مِنْ سُلْطَةِ الْمُؤَدِّبِ” (غلاطية ٢٤:٣٢٥). رأى بولس أنه رغم مثابرته على الناموس، فمن المستحيل الحفاظ على شريعة الله، ومن المستحيل أيضاً أن نحب الله تماماً بجهودنا كما يطلب.

في قلب هذه الوصايا، نرى أنه لا يوجد أحد قادر على القيام بذلك على أكمل وجه، فما الذي تغيّر؟ لا يهتمّ الله أن نحاول جاهدين أن نحبه تماماً. لأنه يعلم أننا لا نستطيع ذلك بجهودنا وقدرتنا، وبالتأكيد سنفشل بنسبة مئة في المئة، لذلك قال الكتاب:“تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ” (أمثال ٥:٣). لكن الله يعلم أيضاً: أننا يمكننا السّماح له بأن يحبنا تماماً بنسبة مئة في المئة. هذا هو سبب تسمية الإنجيل بـ”الأخبار السارة”.

كان العهد القديم -كما ترى- يتطلّب أن نحب نحن الله وأنفسنا وأقرباءنا. بينما العهد الجديد يعلّمنا: أن الله هو الذي أحبنا ويحبنا وسيبقى يحبنا. وعندما نسير في محبته لنا، فإننا نتقوّى في محبته، وهذا سيُمكّننا أن نحب أنفسنا وأقرباءنا والله بالشكل الصحيح. ولا يمكننا الاستمرار في محبة الله إلا عندما نؤمن بهذه الحقيقة ونقبلها ونعيشها.

فلماذا تستمر بجهودك في محبته عندما يكون من الأسهل كثيراً أن تكون محبوباً منه!! آمل الآن، أن تفهم سبب العنوان “الله ليس مهتمّاً بحبك له”، لأنه مهتمّ بالأكثر بمعرفتك لمحبته لك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.