“وَلَكِنَّكُمُ الآنَ نُورٌ فِي الرَّبِّ. فَاسْلُكُوا سُلُوكَ أَوْلادِ النُّور”. (أفسس ٨:٥)
تبدأ المسيحيّة الحقيقية: من المكانة للأعمال، وليس من الأعمال للمكانة. اسمح لي أن أشرح: على المؤمن ألّا يعيش الصّلاح ليكون باراً، بل لأنه بارّ يعيش الصّلاح.. نعم، في اليوم الذي اعترفنا بيسوع ربّاً ومُخلّصاً، أصبحنا أبراراً ووُلدنا فيه من جديد، ولذلك نقوم بأعمال صالحة كوننا أبراراً. وهذا أمر مهمّ جداً.
ولكن ما نسمعه في الكنائس اليوم أمر مختلف تماماً!! يُبشّر الكثيرون: بأنك إذا عشت بشكل صحيح ستصبح باراً ومُقدّساً. يُؤسفني أن أُخبرك: أن هذه كذبة كبيرة من إبليس. أنت لا تعيش الصّلاح لتصبح باراً. ولن تكون مُقدّساً لأنّك تعيش الحياة المقدّسة!! بل أنت مُقدّس بنعمة المسيح وعمله لتقوم بالأشياء المقدّسة،
عندما أحضر القادة الدينيون المرأة الزانية إلى يسوع، طلبوا منه إبداء رأيه: هل تُرجم كما أمر موسى؟؟ أنتَ مَاذا تقولُ؟ قالوا هذا ليُجَرِّبوهُ، لكَيْ يكونَ لهُمْ ما يَشتَكونَ بهِ علَيه. بالطبع أعطاهم يسوع إجابة مُفاجئة ولم يتحمّلوها، فانسحبوا وتركوه وحيدًا مع المرأة، ثمّ قال يسوع للمرأة: “أين هُم أولئكَ المُشتَكونَ علَيكِ؟ أما دانَكِ أحَدٌ؟ فقالَتْ: «لا أحَدَ، يا سيِّدُ!». فقالَ لها يَسوعُ: ولا أنا أدينُك. اذهَبي ولا تُخطِئي أيضاً” (يوحنا ١١:٨). لسوء الحظ!! فإن الوعظ الذي نسمعه اليوم في كثير من الأوساط المسيحيّة، هو: اذهبي ولا تخطئي ولن تتمّ إدانتك. لكن هذا عكس ما قاله يسوع.
لم يُوافق يسوع على خطية المرأة. لكنه أعطاها هدية “عدم الإدانة” قبل أن يأمرها بالذهاب ولا تخطئ مرّة أخرى. كلّ شيء يبدأ من الصليب. إذا لم يكن لديك حقّاً إعلان عمّا أنجزه الصليب لك، فسيكون العيش بشكل صحيح أمراً صعباً، وعندما تفوتك حقيقة الصليب، سيحكم الشيطان بالدينونة عليك.
نحن نخلص بالنعمة من خلال الإيمان. نحن لا نخلص بالأعمال الصالحة، ولكننا نخلص للأعمال الصالحة. الخطيئة ليست مُمتعة، والذين ينغمسون فيها يؤذون أنفسهم! لكن لكي تعيش بشكل صحيح، عليك أوّلاً أن تعرف أنك بارّ بالإيمان بيسوع. وهكذا تصبح الحياة الصحيحة ثمرة وليست عملاً.