“لأنّي الحَقَّ أقولُ لكُمْ: إنَّ مَنْ قالَ لهذا الجَبَلِ: انتَقِلْ وانطَرِحْ في البحرِ! ولا يَشُكُّ في قَلبِهِ، بل يؤمِنُ أنَّ ما يقولُهُ يكونُ، فمَهما قالَ يكونُ لهُ” (مرقس ٢٣:١١).
عندما لعن يسوع شجرة التين في (مرقس١١)، بقيت شجرة التين نضرة بأوراقها الخضراء من الخارج. بدا الأمر وكأن شيئاً لم يحدث، لكنها كانت مجرد مسألة وقت. وصباحاً عندما مرّ يسوع وتلاميذه من نفس المكان، رأوا شجرة التّين جافة من الجذور. فماذا حدث بين الوقتين بين مرور يسوع الأوّل على شجرة التين ومروره في الصباح التّالي؟
في الحقيقة، أنّه في اللحظة التي لعن فيها يسوع الشجرة ماتت على الفور من الجذور. وسار الموت في الفروع والأوراق وظهر ذلك عند الصباح. تُخبرنا القصة في إنجيل متى: أن شجرة التين ماتت على الفور عندما لعنها يسوع (متى ١٩:٢١). كان كل من مرقس ومتى على حقّ في تقريرهم عن نفس الحادث. فعندما لعن يسوع شجرة التينة ماتت في الحال. كان ذلك مجرد مسألة وقت حتى ظهرت في السّاق والأوراق.
إن مبدأ الإيمان في هذه القصة أمر حيوي في طريق إيماننا. ففي بعض الأحيان، بعد أن نُدلي بإيمان قوي ولا نرى نتائج فورية، فإنّنا نشعر بالإحباط. ما يحدث هو أن إيمانك يتمّ اختباره. اعلم أن جذور المشكلة ملعونة، إنّها مجرد انتظار حتى الصّباح للتجلي الخارجي.
الحقيقة هي: أنّه في اللّحظة التي تتحدّث فيها بإيمان، يحدث شيء ما على الفور. لكن قد لا ترى نتائج فورية بل بعد حين. انتبه!! لا تتأثّر بالأدلّة الطبيعية. فنحن نمشي بالإيمان لا بالعيان. ابقَ في إيمانك، واستمر في الإعتراف بالكلمة، واشكر الله على المعجزة. فإذا تمسّكت بالإيمان حتى الصباح، سترى أن المشكلة قد جفّت من جذورها.