“دعونا إذاً بلا خوف وبثقة وبجرأة نقترب من عرش النعمة [عرش نعمة الله الغير مستحقة لنا نحن الخطاة]، حتى ننال الرحمة [لإخفاقاتنا] ونجد نعمة تعيننا في الوقت المناسب لكل حاجة” [عون مناسب وعون في الوقت المناسب يأتي حين نحتاج إليه]. (عبرانيين ١٦:٤ الترجمة الموسّعة)
في معظم الأحيان، يفقد المؤمنون ثقتهم بالله بعد أن يُخطئوا ويفشلوا. وأكثر من ذلك، إذا كانوا يتصارعون على خطيئة للتغلّب عليها ويواصلون تكرارها والسّقوط فيها. هنا يسيطر على مشاعرهم الإحساس بالذّنب والإدانة. يُغلّفهم شعور باليأس مثل الضباب، ويبدو أنهم عاجزون عن رؤية أن المجيء إلى الله هو طريقهم للحل.
يخبرنا الشاهد الإفتتاحي: أن نتقدّم بجرأة إلى عرش النعمة لننال رحمة ونعمة. دعني أطرح عليك سؤالاً: متى تحتاج إلى الرّحمة؟ ألن تكون بعد أن أخطأت؟ لا ينبغي أن تجعلك خطاياك وإخفاقاتك تفقد ثقتك بالرب. يجب أن تكون تذكيراً: بأن لديك الحق في التّقدم إليه بجرأة للحصول على أيّ مساعدة قد تحتاجها في الحياة.
السّبب الذي يجعلنا جميعاً نتحلّى بالجرأة بعد أن نُخطئ، لا علاقة له بنا على الإطلاق، ولكن كلّ شيء له علاقة بما فعله يسوع من أجلنا في موته ودفنه وقيامته. لهذا السبب، يحقّ لنا أن نأتي إليه بجرأة لننال الرحمة والنعمة في وقت احتياجنا.عندما يسمعني بعض الناس وأنا أدرّس على هذا المنوال، فإنهم يشعرون بالتّوتر! ويعتقدون أنني أقول: أنه من المقبول أن نُخطئ. أبداً! الحقيقة هي أنّ المؤمنين سوف يُخطئون في بعض الأحيان، لكنهم بحاجة إلى أن يعرفوا أنّها ليست نهاية العالم، والله ليس غاضباً منهم بسبب الخطيئة أو مُضطراً أن يدير ظهره لهم.
للأسف، اليوم يستخدم الكثير فكرة وجود إله غاضب ومنتقم، كحافز لتخويف الناس، للتّوقف عن ارتكاب الخطيئة. لكن ما فشلوا في فهمه، هو أن الخوف لا يمكن أن يُغيّر قلوبنا، ربّما يُغيّر الخوف السلوك ولكن لا يُغيّر القلب، ولكن ما يُغيّر قلوبنا هو الحبّ فقط ولا شيء إلاّ الحبّ.
لا يهتمّ الله بالتّصرفات المتغيّرة بل بالقلوب التي تتحوّل بمعرفة محبته. هذا هو السّبب، في أن يسوع علّم أمثالاً مثل تلك التي تتحدّث عن الابن الضال، الذي بعد أن أخطأ، رَآهُ أَبُوهُ عائداً، فَتَحَنَّنَ وَرَكَضَ وَوَقَعَ عَلَى عُنُقِهِ وَقَبَّلَهُ (لوقا ٢۰:۱٥)، ومثل شجرة الزيتون غير المثمرة التي أخذت عناية ومحبّة إضافيّة حتى تثمر (لوقا 6:13-9). فهذا يوضّح أن لطف الله ومحبته هو الذي يُغيّرنا.
لا تُفكّر أو تؤمن أبداً: أن الله سيرفضك أو يُبعدك عنه بسبب خطاياك وصراعاتك وإخفاقاتك. إنه يعلم أنّك بحاجة إلى مساعدته، ولا شيء يسعده مثل مساعدة أطفاله المحتاجين. فتقدّم إليه بجرأة واستقبل رحمته ونعمته.